أديان
علوم
منوع
ثقافة
أدبيات
تاريخ وجغرافيا
تقني
هل تعتقدُ أنك تذكر حدثاً مُبكّرًا في طفولتك؟ كشرب الحليب من الزجاجة؟ أو حتى ختانك؟ فبعد الدراسة التي أُجريت في مدينة لندن و نُشرت في مجلة علم النفس توضح لك ذلك!
ذكرياتكَ الأولى قَد تكونُ مُجرّدَ وَهمٍ!
عزيزي القارئ، هل تعتقدُ أنك تذكر حدثاً مُبكّرًا في طفولتك؟ شرب الحليب من الزجاجة؟ أو حتى ختانك؟ حسناً، أعد التفكير، فالاحتمالات تتعارضُ مع مصداقية هذه الذكريات.
في الواقع، بالإستناد إلى دراسة أُجريت في مدينة لندن و نُشرت في مجلة علم النفس ، نجد أنّ ما يقارب الـ 40 بالمائة من ذكرياتك الأولى من المحتمل أن تكون غير صحيحة إطلاقًا.
من بين 6641 مشاركًا في هذه الدراسة الواسعة النطاق و المستندة إلى شبكة الانترنت، صرّحَ 2487 منهم (حوالي 40%) بأن أول ذكرى لهم كانت في سن الثانية أو أقل.
ومن بين هؤلاء، صرّح 893 شخصًا بأنهم تذكروا أول حدث لهم في سنّ الواحدة أو أقل!! وهذه التصاريح تتعارض بشكل صارخ مع الأبحاث القائمة التي تضعُ العمر الأدنى للتذكر بين سن الثالثة و الثالثة و النصف.
حسنًا، لم يُشر أحدٌ إلى أنّ أصحاب هذه التصاريح يكذبون. فهم في حقيقة الأمر متشبثون بمصداقية ما يتذكرونه. و قد افترض الباحثون أنّ عدة عوامل تؤثّر على كيفية تذكر المرء لأولى ذكرياته، و من بينها تأويل هذه الذكريات.
وتحدث هذه العملية عند قيام الشخص بتجميع أجزاء متفرّقة من الذكريات و المعلومات عبر الزمن و تحويلها إلى صورة واقعية لشيء لم يكن من المحتمل تذكره بنفسه.
و هذا ما فسّره الدكتور "مارتن كونواي"، مدير مركز الذاكرة و القانون في جامعة لندن، أثناء مؤتمر صحفي.
يقول كونواي: (عندما تمعّنا في ردود المشاركين في هذه الدراسة، وجدنا أن الكثير من هذه "الذكريات الأولى" كانت مرتبطة بمرحلة الطفولة، وكمثال لدينا الذاكرة المستندة إلى عربة الأطفال. فبالنسبة لأي شخص يمكنُ أن يكون هذا النوع من الذاكرة مستمدًا من أقوال أشخاص حوله كـ "كانت الأم تحمل عربة خضراء اللون". وهنا، يقوم الشخص بتخيل المشهد داخل عقله. و مع مرور الوقت، تصبحُ هذه المشاهد المتفرقة ذاكرة كاملة ترسخ داخل عقولنا. و عادة ما نقوم بإضافة أشياء من مخيلتنا كسلسلة ألعاب معلقة على العربة الخضراء.)
و من المثير للاهتمام، أنّ الدراسة قد وجدت أغلبية المستجوَبين ممّن زعموا رؤيتهم للذكريات في سن صغيرة جدًا في منتصف العمر أو أكبر من ذلك. و هو ما يربط نظرية التأويل بالتقدم في السن.
ويعتقد الباحثون أنّ الأشخاص الأكبر سنًا ربما كان لديهم المزيد من الوقت لاستيعاب أقوال أشخاص آخرين و دمجها داخل ذاكرتهم.
كما يلاحظ الدكتور كونواي بأنّ كبار السن يجدون صعوبة في تصديق أن ذكرياتهم الأولى مجرد وهم، ويعود ذلك إلى تعقيد الأنظمة الدماغية التي تسمح لنا بالتذكر.
أما بالنسبة إلى صغار السن من الأطفال فهم لا يستطيعون تكوين ذكريات خاصة بهم كالراشدين فبل بلوغ سن الخامسة أو السادسة، و ذلك بسبب تطور الدماغ و بلوغ النضج الفكري الكافي لفهم العالم.
----------------------------------------
