Facebook Pixel
مقدمة عن كتاب علل وأدوية
1588 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

إن أئمة التربية عندنا يعتمدون على القرآن الكريم عندما يعجزون عن إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية، موضحاً ذلك في كتاب علل وأدوية

كتاب : علل وأدوية - بقلم : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 1 ] مقدمة الكتاب

(واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه وبشر المؤمنين) . فى هذه الآية معنى يشيع فى القرآن كله ، تقوى الله ، والإعداد ليوم اللقاء ، وانتظار بشريات سارة بعد دنيا لم تخل من الكدر والقلق .

هذا المعنى الشريف يصحح للإنسان هدفه ، ويضبط خطاه ، ويقيه الزيغ والعثار!

وقد كان أئمة التربية عندنا يعتمدون عليه وحده عندما يعجزون عن إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية ، لا لأنه يغنى عن سلامتها بل لأنه يخفف من ضرها ، ويقلل من خللها ..

ونحن ننشد إقامة الشرائع التى تقينا السيئات وترهب المجرمين ، ولكننا قبل ذلك نقيم العقائد التى تربط الناس بالله عز وجل وتجعل تعاملهم معه وخوفهم منه وأملهم فيه .

إن كثرة الحديث عن الآخرة والجنة والنار لم يكن من قبيل اللغو ! وكثرة الحديث عن التقوى وما تورثه فى القلب من استقرار وما تلقيه فى الطريق من نور ليس من قبيل الخيال .

لقد استيقنت أنه لا يقتل الغرور والشره ، وحب النفس وحب الظهور ، والمكاثرة بالمال والجاه .. إلا الإيمان الحى والتعلق الشديد بما عند الله تبارك وتعالى .

لقد رأيت من طغى عندما حكم ، ومن غش عندما تعامل ، ومن استكبر عندما استغنى ، ومن أفسد أسرته وأمته عندما تمهد له الطريق .

وتأملت الدوافع إلى هذا كله فلم أر إلا قلوبا خالية من الله جل وعز بعيدة عن الشعور بعظمته ورقابته! وإن همهمت بكلمات محفوظة عن الدين والوحى!

وأؤكد أنه عند فساد الفطرة لا يوجد دين، وعند اختلال العقل أو نقصانه لا يفهم وحى!

وأن الأوامر الجزئية المتناثرة المنفصلة عن روح جامع لا تكون سلوكا كما أن اللبنات المركومة وأسياخ الحديد الملقاة لا تنشئ بيتا...

إن تعليمات المرور لا تفيد من أصيب بانفصال فى الشبكية، أو من أصيب فى صمامات القلب.

ولقد أقام نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ حضارة حققت الغاية العليا من الوجود الإنسانى، وكانت عدته فى ذلك ما تلقى من وحى، وما ألهم من هدى.

وكان أقدر المستقدمين والمستأخرين على تصحيح المسار الإنسانى عن طريق ضبط الأجهزة الرئيسية فى الكيان الإنسانى.

ونحن فى هذا المنهج نسير، وبمواريث النبوة نستهدى.

إننى عندما أكتب أقسم مشاعرى وأفكارى قسمين! قسما يتعرف الواقع الإسلامى بدقة ـ أعنى أحوال أمتنا ما ظهر منها وما بطن! ـ وآخر يتلمس من توجيهات الإسلام ما يشفى السقام ويدعم الكيان...

وفى تعرفى على أحوال أمتنا أميز الأمراض الموروثة عن الوافدة حتى لا أضل العلاج، ولا أسمح للأعراض المتشابهة أن تخدعنى عن جراثيمها المختلفة!

وفى تلمسى للأدوية أفرق بين الإسلام من مصادره المعصومة وبين تاريخه المتفاوت بين مد وجزر، وسواء أكان هذا التاريخ سياسيا أو ثقافيا...

وعندما أخطئ ـ وأنا خطاء ـ أكون أطوع الناس لمن يأخذ بيدى إلى الصواب، والمشكلة أن المرء قد يطب لغيره، ولا يحسن أن يطب لنفسه، ولا مناص من أن يلهج أبدا بالدعاء المأثور: " اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت "... والله ولى التوفيق.

محمد الغزالى

في الدوحة
غرة شعبان 1404 هـ
مايو 1984م

----------( يُتَّبَع )----------
#محمد_الغزالى #علل_وأدوية
كلمة حرة
نشر في 08 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع