Facebook Pixel
فقه السنن في الأنفس والآفاق
1663 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

الدعوة إلى الله تعالى رافقت بدء الخليقة، وسوف تصحبها حتى يومها الأخير، مؤيدة بتأييد الله ومحفوظة بحفظه، من كتاب مشكلات في طريق الحياة الإسلامية للكاتب محمد الغزالي

كتاب : مشكلات في طريق الحياة الإسلامية - تأليف : الشيخ محمد الغزالي

الحلقة [ 15 ] الفصل السابع : فقه الدعوة الإسلامية ومشكلة الدعاة (1 من 5)
• فقه السنن فى الأنفس والآفاق

الدعوة إلى الله تعالى رافقت بدء الخليقة، وسوف تصحبها حتى يومها الأخير، مؤيدة بتأييد الله ومحفوظة بحفظه..

غير أن العمل للإسلام قد يصيب النجاح ويؤتى ثمرته، وقد يعتريه شىء من التعثر والتخبط بحسب قدر الدعاة والعاملين على ملاءمة وتطوير وسائل الدعوة بما تقتضيه الظروف والأحوال المناسبة وإدراك أبعاد الساحة التى يعملون فيها والقدرة على تحديد الموقع الفاعل المؤثر والوسيلة المجدية من خلال الظروف المحيطة والإمكانات المتاحة، الأمر الذى يقتضى معاناة دائمة، وحسًا صادقا، وإدراكا واعيا، وعقلا راجحا، واطلاعا واسعا ، وحسن دراية وفقه لمعركة الإسلام وخصومه حيث تتجدد المعارك، وتتبدل المشكلات وتتطور أسلحة المواجهة بسرعة هائلة . .

من هنا تتأكد أهمية عملية المراجعة المستمرة والتصويب الدائب والدائم على ساحة العمل الإسلامى فى المراحل المختلفة لترشيد المسيرة وتأكيد انضباط الحركة مع مبادئ الإسلام وتحديد حجم التصرف بما يتناسب مع الإمكانات ضمن حدود الوسع و(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) خاصة فى عصرنا الحاضر عصر العلاقات المعقدة والتحديات الكبيرة، وعدم الوقوع فى الخلط بين الإمكانيات والأمنيات.. ولسوف يستمر التواصل الحضارى الإسلامى من خلال الفئة القائمة على الحق التى لا يضرها من خالفها حتى يأتى أمر الله ويقيض الله تعالى لهذا العمل من يقوم به فى كل موقع وكل زمان من أهل الفقه والعلم والحكمة والخبرة والممارسة، مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقى: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدُوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ". .

إن الدعوة الإسلامية تحصد الشوك من أناس قليلى الفقه، كثيرى النشاط، ينطلقون بعقولهم الكليلة، يسيئون ولا يحسنون... إننا نخطىء، وليس فى ذلك عجب، ولكن العجب أن يبقى الخطأ وأن نصر عليه!! والأعجب أن يمضى بعضنا فى طريق الانحراف وهو لا يدرى.. أو لعله يحسب نفسه على صواب ..

• فقه السنن فى الأنفس والآفاق :

من قضايا الفكر والعمل الإسلامى الهامة ، التى تطرح نفسها بإلحاح ـ مؤخرا : قضية فقدان التوازن الاجتماعى عند كثير من العاملين فى حقل الدعوة ، وهو يتعامل مع المجتمع الذى قد ينطوى على أخطاء وانحرافات ـ وذلك بأن يتخذ مواقف متباينة ، لا تقوم على فقه صحيح لسنن الله الكونية ـ فى نضج الحقيقة واستوائها فى المجتمع ، ولا تعتمد على أساليب مدروسة للدعوة الإسلامية . .

وتتخذ هذه المواقف : إما صورة الرفض الكامل للمجتمع وتأثيمه والخروج عليه لتغييره ـ رغبة فى تحقيق نتائج عاجلة ـ أو صورة الانسحاب من المجتمع والهروب منه واعتزاله ، بسبب إحباطات عدم الحصول على هذه النتائج العاجلة . .

وهذه القضية فى مجال الفكر والعمل الإسلامى بالذات ـ لها سوابق فى التاريخ ، فقديماً . . وجدوا أخطاء من الحكم أو من الحكام ، فكان موقفهم متباينا بسبب نوع الثقافة الذى سيطر عليهم . . فوجدنا مثلا الخوارج يفزعون إلى سيوفهم ، ويطمئنون إلى عقائدهم ويرون أن حبهم للتضحية ووعد الله لهم بالنصر يتيح لهم أن يخرجوا وأن يقاتلوا وأن يحدثوا فتوقا فى الدولة لا آخر لها . .

والنوع الثانى كان يتمثل فى عدد من المتصوفين الذين اعتزلوا المجتمع وأخطاءه ، والحكم ومآربه وشهواته ، ورأوا أن فى العزلة سعادة وأنه خير لهم أن يتركوا المجتمع بما فيه ـ وفى العزلة سلامة ـ وإنهم ينظرون إلى الأحاديث التى وردت فى الغربة والعزلة ويتأولونها على موقفهم هذا . .

الحقيقة التى أراها أن كلا الفريقين مخطئ ، فلا الذين خرجوا معتمدين على وقوع الخطأ وضرورة مقاومته كانوا على الصواب الذى يقرره الإسلام ، ولا الذين اعتزلوا الخاطئين وانحرافهم كانوا مصيبين أيضا .

الإسلام يريد أن يقاوم الخطأ ، ولكنه يضع خططاً بعيدة المدى ، ويجعل الإنسان على اختلاف الزمان والمكان ، وعلى مراحل ممتدة من الزمن يبلغ غايته على مكث ، ولله سنن كونية فى نضج الحقيقة واستوائها فى المجتمع ، مهما كانت عقائدنا ومهما كانت حرارة الإيمان فى قلوبنا ، ومهما كانت ضراعتنا له أن ينصرنا . .

لهذا أرى أن الذين يقومون بالعمل الإسلامى الآن ، يجب عليهم أن يتعلموا من أخطاء الفريقين فى الماضى ، وأن يكونوا أصحاب إيمان وأصحاب غيرة على حرمات الله وأصحاب رغبة فى التغيير إلى ما هو أفضل، ولكن متابعة هذا التغيير حتى يصل إلى مداه لا يتم وفق مشيئتنا، ولكن وفق سنن الله الكونية، وقد خضع النبى صلى الله عليه وسلم لهذه السنن، وعندما استعجله أصحابه وقالوا له ادع الله لنا ـ لأن الآلام التى برحت بهم جعلتهم يجأرون بالشكوى ـ كانت الإجابة النبوية: (والله لينصرن الله دينه ولكنكم تستعجلون).. كانت الإجابة النبوية، أن الرجل قديما كان يؤتى به فيُشق نصفين ما يفتنه هذا عن دينه، فلا بد للإيمان من ضحايا، ولابد لحركاته التى تغير العالم وتكتب فيه صفحة جديدة من وقود، يقوم المؤمنون بإمداد سنن الله الكونية بمتطلباتها فى هذا المجال، وليس لهم أن يستغربوا، ولا أن يتعجلوا، وأعتقد أن الاستعجال هنا أو الاستغراب جهل بسنن الله الكونية، فلم يكن أحد أعظم خلقا ولا أكثر دماثة من النبى صلى الله عليه وسلم فى عرضه لحقائق الإسلام، وفى تلطفه لبلوغ غاياته، ومع ذلك فإن الذين ربطوا أوضاعهم ومصالحهم بما مضى أو بما استقر من أوضاع، كانوا حريصين على كره الإسلام ومخاصمة نبيه صلى الله عليه وسلم ، ويقول الله سبحانه وتعالى فى هذا : (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا) ويقول فى هؤلاء : (وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون)

والمشيئة هنا ليست أكثر من توضيح لسنن الله الكونية.

ويفسر بعضهم هذه الظاهرة بأنها نتيجة عدم فقه السنن الكونية، والوقوع فى إحباطات نتيجة لعدم الحصول على نتائج.. فحينما لا يحصل الإنسان على النتيجة التى يحلم بها أو يراها، يقع فى إحباط يجعله ينعزل عن المجتمع وينسحب منه أو يخرج عليه أو يذوب فيه، فالمشكلة تكمن فى عدم إعطاء السنن الكونية مكانتها فى العقل الإسلامى، حتى إن بعضهم يرى بأن المسلمين لا يفتقدون الإخلاص والإيمان فى هذه المراحل ـ وقد قدموا الكثير من الوقود للعمل الإسلامى ـ لكنهم يفتقدون الإدراك وفقه السنن التى تحكم الحياة والأحياء . . ولا يمكن أن يكون إخلاص الإنسان مهما كان عميقا وحبه لله مهما كان مكينا لا يمكن أن يكون هذا وذاك سببا فى إلغاء السنن التى أدار الله عليها شئون العالم ، فهى سنن مكينة ـ وقد أخضع الله أنبياءه لها ، فلم لا يخضع لها الأتباع؟!.

ثم إن منطق العبودية ـ ولست هنا صوفيا إنما مقرر حقيقة دينية ـ أن أنظر إلى أقدار الله تعالى على أن هذه الأقدار أرشد من تفكيرى ، ومن خططى . . وهى الجو الوحيد الذى يمكن أن تنضج فيه الحقائق الاجتماعية التى يحتاج الناس إلى أن يعيشوا بها ، ليس ما أفكر فيه أو ما أضع خطته هو الذى يحقق المراد ـ لا ـ نحن عبيد الله . ونلمح هذه العبودية وقصورها وعدم معرفتها للمستقبل وعجزها عن إدراك المصلحة العاجلة فى غزوة بدر . . فإن جمهور الصحابة كان يريد الثمرة العاجلة (و تودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم)

وكذلك كان جمهورهم كارها للمعركة ابتداءً ، حتي إن القرآن يذكر هذا بقوله سبحانه وتعالى : (كما أخرجك ربك من بيتك بالحق و إن فريقا من المؤمنين لكارهون)

هم يساقون إلى الموت فى إحساسهم ، ولكنهم لا يدرون أن القدر يسوقهم إلى أعز نصر ستدركه الدعوة الإسلامية فى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام . . هذا يجعلنا نضع خطوطا فاصلة بين تصورنا نحن وإدراكنا للحقائق ، وبين ما يخططه القدر الأعلى لنا ، لعل ذلك يجعلنا نشعر بأننا عبيد ، وبأن مراد الله تعالى ينبغى أن نستسلم له أكثر ، وأن نستريح إلى نتائجه مهما كانت مرة .. لماذا يكون غيرنا قديرا على ربط نتائج عمله بزمن طويل . .

فى أول مؤتمر صهيونى (897ام) قال هرتزل : إن إسرائيل ستقوم بعد خمسين سنة . وأراد اليهود أن يحققوا وعد الرجل أو نبوءته . فأقاموا سنة 947ام عندما صدر قرار تقسيم فلسطين 29 نوفمبر (تشرين الثانى) 947ام . . وفى الحقيقة لم يكن هرتزل يفكر فى أنه سيعيش حتى يدرك هذه النتيجة ، ولكن ربما رأى أن ما يعجز هو عنه سيحققه أبناؤه ، وما عجز أبناؤه عن تحقيقه سيحققه أحفاده ، المهم أن جنسا تتعاون أجياله المتعاقبة على إدراك نتيجة . ماذا علينا نحن المسلمين ـ ونحن نرث أخطاء لها عدة قرون ـ أن نضع خطة بعيدة الأمد لكى نتخلص من هذه الأخطاء ، ولكى يشعر أبناؤنا أنهم يحملون عبئا مع الذين وضعوا الخطة ، فإذا كان بعض الناس قضى نحبه ، فإن بعضهم الآخر ينتظر ، والذى ينتظر ربما يموت قبل أن يرى النتيجة ، ولكنه يخلف من بعده من الأولاد أو من الأنصار من يجعلهم يؤدون حق الله عليهم ، قال تعالى : (وإما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإلينا مرجعهم)

ولهذا لا أزال أناشد أهل الحق ألاَّ تكون العاطفة الحارة هى التى تسيرهم ، بل ينبغى أن ينضم إلى القلب الواثق عقل ثاقب ونظر دقيق حتى يمكن أن نخدم ديننا ، خصوصا بعد أن اتسعت مسافة الخُلف بيننا وبين أعدائنا . . إننا من الناحية المعاشية والفكرية والعلمية والفلسفية متخلفون جدّا ، . . الآخرون غزوا الفضاء ووضعوا أرجلهم على بعض الكواكب ويدرسون كواكب أخرى ، ولا نزال نحن نعتمد فى الرغيف الذى نأكله على ما يصنعه الآخرون فى الحقول لا على ما نصنعه نحن . .

إن المشكلة فى الواقع تكمن فى أن بعضهم قد يفهم قضية أقدار الله الغلاَّبة ، والتى يجب أن يطمئن لها المسلم ، وإرادة الله النافذة فى نهاية المطاف . . قد يفهم هذا على أنه لون من الجبرية تقعد به عن ساحة التكليف ، وإتقان المقدمات ، وانتظار النتائج ، ودراسة أسباب التقصير واستدراكها ؟ حتى لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ـ أو ما إلى ذلك ـ وحتى لا يكون هناك اختلاط بين إيمان الناس بالقدر وبين إتقانهم للعمل وقيامهم به . .

والفارق بعيد بين جبرية ترمى العزيمة الإنسانية بالوهن وتجعل الإنسان يتكاسل ويمشى متثاقل الخُطا ، وبين تقدير لسنن الله الكونية . .

إن الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه كلمات كثيرة تعتبر سننا كونية . . فمثلا يقول : (إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)

ويقول : (تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا) ويقول فى بنى إسرائيل ـ قديما : (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون)

معنى الصبر واليقين أن الأمر يحتاج إلى زمن ـ واستعجال الزمن خطا ، ومن قوانين الله الكونية أن أعمل وأنا موقن بنصر الله ، لكن ليس من قوانينه أن تنفذ الأمور حسب تقديرى أنا . . فالزمن عندى له ثوانيه وساعإته وأيإمه . . حساب طويل ، لكن الزمن عند الله تعالى له حساب آخر : (و إن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون)

وعندما ذهب المسلمون فى غزوة الحديبية كانوا واثقين من أنهم داخلون فى الحرم ومؤدون العمرة ، لكن لفتهم أبو بكر عندما طلبت نفوسهم : (أقال لكم فى هذه السنة ؟) أى : لابد من عودة ، وسندخل ، إلا أن تحديد زمن الدخول ندعه لله عز وجل . . .

إننى أؤكد على هذه المعانى ، لأنى وجدت معارك كثيرة حدثت بين المؤمنين وبين الكافرين أو بين أعداء الله ، كان المؤمنون فيها أصحاب قلوب تنبض باليقين وأصحاب نفوس متوهجة إلى ربها عن إخلاص ولكنها ما أحسنت الخطة ولا درست الميدان ولا قدرت العواقب ، فكان فى ما أصابنا من هزائم ما يمكن أن ينطبق عليه قوله تعالى : (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)

فهزائم كثيرة أصابت الأمة الإسلامية وأصابت المجاهدين فى هذه الأمة لأنهم لم يحسنوا التخطيط للمعركة ، والعقل لابد منه ، إنه أثمن هدية أعطاها الله خلقه ، وقد أحصيت كلمة (أولى الألباب ) فى القرآن الكريم فوجدتها تكررت فى ستة عشر موضعا ، ومعنى هذا أن الذين يخدمون الإسلام يجب أن تكون لهم عقول كبيرة . .

يمكن أن يكون فرعا عن هذا الكلام أن الرسول محليه الصلاة والسلام أخذ الناس بالتدرج فى التشريع ، وأنه قضى فترة من الزمن فى مكة لم يكسر صنما ولم يمارس المسلمون أية عملية مواجهة مادية ، وإنما كانت القضية قضية بيان لحقائق العقيدة ، وكانوا يحتملون ما يقع عليهم ويصبرون . . وعندما دخل مكة فاتحا لم يُبقِ على الأصنام لحظة واحدة ـ فكان أول عمل بدأ به هو كسر الأصنام .

ومن الممكن بالفعل تقسيم فترة الرسالة بين العهدين ـ العهد المكى والعهد المدنى ـ ومن الممكن أن يقال : إن العهد المدنى كان عهد تشريع ، وإن العهد المكى كان عهد بيان للعقائد وأخذ للنفوس بها وتكوين لمجتمع أساس الترابط فيه الإيمان بالله وصدق الاتجاه إليه . . ولاشك أن التدرج كان سنَّة فى بعض الشرائع الفقهية الفرعية فى الإسلام ، فمثلا الربا كان أول ما نزل فيه قوله تعالى : (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون)

فهناك تلويح بأن الربا مرفوض ، لكن الحسم فى تنظيف المجتمع من الربا ومحو آثاره كلها كان في العصر المدني لا في العصر المكي . .

وآخر الآيات في هذا نزولا قوله تعالى : (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) وقوله : (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) وقوله : (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا) فكان التشريع حاسما هنا ، وكذلك فى تشريعات الخمر وما إليها ، لكن لا نستطيع أن نقول : إن الذين يعملون للإسلام الآن يتدرجون فى شرح الحقائق الإسلامية العلمية لأن هذه الحقائق قد اكتملت ، ومنذ نزل قوله تعالى : (اليوم أكملت لكم دينكم) أصبحنا مكلفين بعرض الإسلام كله آية آية وسُنة سُنة . .

لكن بناء الدولة بعد نشر الدعوة ، هذا لابد فيه من التدرج ، لأن البناء الذى انهدم على عدة قرون لا يمكن أن يتم إعادة صرحه فى خلال أسابيع أو فى خلال أعوام قليلة ، ولذلك كان كبار المصلحين يقولون : الزمن جزء من العلاج ـ بمعنى أنى لابد أن أقول الحدود تقام وما أقبل مماراة فى حد ـ لكن عند التطبيق فلا بأس أن أشرع فورا بحد الافتراء . . أو حد قطع يد السارق ، لأن ذلك سهل ويمكن إرجاء بعض الحدود إلى أن تواتينى فرص التنفيذ . .فعلميا أنا مكلَّف ببيان الإسلام كله ، وعمليا لابد أن أتدرج فى التطبيق العملى ، وهذا ما تفرضه أحوالنا التى لابد منها ، فالدواء الذى لابد أن يتجرعه المريض ليصحو أعطيه له جرعة جرعة .

----------( يُتَّبع )----------
#محمد_الغزالى
#مشكلات_في_طريق_الحياة_الإسلامية
كلمة حرة
نشر في 07 تموز 2018
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع