Facebook Pixel
حرب الخامـس من حزيـران
1380 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

بعد أن شنَّ جيش الكيان الصهيونـي في الخامس من حزيران هجومـاً مفاجئـاً و كاسحاً على سينـاء في مصـر وسوريا والأردن، هي حرب مدمرة ما زلنا نعيش آثار هزيمتها حتى اليوم

الخامـس من حزيـران/يونيو عام 1967 .. جيش الكيان الصهيونـي يشن في مثل هذا اليوم هجومـاً مفاجئـاً و كاسحاً على سينـاء في مصـر .. لتبدأ حرب حزيـران أو حرب الأيام الستة كما يسميها الغرب ضد مصـر و سـوريا و الأردن ...
هذه الحرب المدمرة التي ما زلنا نعيش آثار هزيمتها حتى اليوم .. بدأت بشن سلاح الجو الصهيوني لهجوم كاسح صبيحة يوم الخامس من حزيران .. ليدمر خلال ساعات الغالبية العظمى من سلاح الجو المصري و مطارات مصـر الحربية و الطائرات رابضة على المدارج .. و لم يكن للقيادة المصرية و على رأسها جمال عبد الناصر أي عذر في اعتبار الموضوع مفاجئة .. فقد كانت الأوساط الإقليمية كلها تدرك قرب اشتعال الحرب بعد تحشيد الجيش الصهيوني لقواته و تعبئته العامة ... و توارد تقارير أجهزة الاستخبارات عن قرب وقوع الحرب و حتى تحديد اليوم الذي ستبدأ فيه ..
انزلق عبد الناصر قبل الحرب بأيام لأخطاء سياسية مدمرة أدت للحرب .. فقد قام بإغلاق مضائق تيران و طرد القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة UNEF من سيناء .. معلناً الحرب بشكل مبطن للعدو .. مما يعني أنه أودى بمصر نحو الهزيمة رغم علمه بعدم استعداده للمواجهة .. حيث أنه اعترف بعد الحرب في أحد خطاباته بأن جيشه لم يكن مستعداً لمواجهة العدو ..
كان عبد الناصر يعلم بقرب الهجوم الاسرائيلي و لكنه أبى إلا أن يأخذ بكلام القيادة الأمريكية التي صرحت له بأن إسرائيل لن تكون هي البادئة بالهجوم ..
كل التطبيل و النفخ الإعلامي الذي تم الضحك به على الشعوب العربية خلال 19 عاماً من القومجيين العرب و على رأسهم عبد الناصر .. عن جاهزية الجيش المصري و تفوقه الكاسح على الصهاينة و قرب الوصول لتل أبيب .. ذهبت أدراج الرياح مع الضربة الجوية الكاسحة التي دمرت سلاح الجو المصري و جعلته رماداً مع التذكير بالإنذار الذي بثه مرصد عجلون في الأردن ببدء الهجوم الإسرائيلي للقيادة المصرية قبل وقت ممتاز يسمح للدفاعات المصرية بالتجهز .. لكن تم تجاهله .. لتندفع القوات البرية الصهيونية في قطاع غزة و سيناء و تحتلها بزمن قياسي و بموازين قوى يطيش لها العقل من حيث تعداد القوات الصهيونية و المصرية ...
و على الطرف الآخر .. شن الجيش صهيوني في اليوم التالي هجومه على الضفة الغربيـة و بعد يوم من القتال على مختلف الجبهات و المدن طوق الصهاينة القـدس و تمكن موشيه ديان بقواته من دخول المدينة المقدسة و احتل المسجد الأقصـى و المدينة القديمة و التي ضاعت منذ ذلك اليوم و بدأت عملية تهويدها .. و استكمل العدو زحفه حتى نهر الأردن مع تقهقر الجيش الأردني و أغلق الجسور التي تعبر النهر منهياً احتلال الضفة بشكل تام ..
و في الشمال .. شن سلاح الجو الصهيوني هجوماً كبيراً مساء اليوم و بشكل مشابه للهجوم على مصر .. و دمر ما يقدر بثلثي قوة سوريا الجوية .. و في يوم التاسع من حزيـران .. شن الجيش الصهيوني هجومه البري الواسع على هضبة الجولان مستفيداً من كل الأسرار العسكرية التي مررها الجاسوس الصهيوني الشهير إيلي كوهين .. و الذي كان قد تمكن من اختراق أعلى هرم القيادة في سوريا بخيانات كبرى من الفئة الحاكمة حينها .. و خلال يوم من القتال أطبقت القوات الصهيونية على هضبة الجولان .. و أمر وزير الدفاع السوري حافظ الأسد بإعلان سقوط القنيطرة بيد العدو قبل 24 ساعة من سقوطها و قبل أن يراها جنود العدو حتى .. لإيقاف مقاومة كثير من الضباط الشرفاء ضد العدو .. ممن رفضوا أوامر الانسحابات التي وجهتها حكومة البعث في دمشق .. و يتسلم العدو القنيطرة و الجولان الذي صرفت عليه ثلثا ميزانية سوريا منذ حرب فلسطين عام 1948 لمنع سقوطه ..
هذه الهزيمة المنكرة و الشنيعة للدول العربية أمام العدو التاريخي .. و التي جاءت بمجهود قياداتها قبل أن تكون بمجهود العدو و تدبيره .. قوبلت بسفاهة منقطعة النظير في التعامل مع دويها .. فسماها متزلفوا هذه القيادات (كأمثال محمد حسنين هيكل) ( نكسة ) بدل الهزيمة .. ليخففوا من وقعها و كأنها حدث عابر أو مناوشة خفيفة .. و كأنها لم تدمر جيوشاً بأكملها و تسقط ثالث مقدسات المسلمين في يد الصهاينة إلى اليوم .. و تتسبب بنتائج كارثية سياسية و ديمغرافية و عسكرية و اقتصادية على الشرق الأوسط كله في صالح الصهاينة و ضد مصالح العرب و المسلمين .. كتشريد الشعب الفلسطيني و استيطان الضفة الغربية و تهويد بيت المقدس ..
و كان الأسوأ و الأدهى من ذلك .. الكذب و التزوير و الضحك على الذقون الذي ساد الصحف و الإذاعات العربية بادعاء اسقاط مئات الطائرات للعدو .. أو الوصول إلى تل أبيب .. أو غيرها من الترهات لتخدير الشعوب .. و فوق ذلك و عوضاً على معاقبة القيادة الفاشلة .. نزلت جموع الناس تطالب عبد الناصر بالعودة عن استقالته و هو من أكبر أسباب الهزيمة المبينة ! ..
استشهد نتيجة الحرب ما بين 15 إلى 25 ألف عربي .. مقابل مقتل 650 إلى 800 صهيوني فقط .. و أسر الصهاينة بين 4000 إلى 5000 جندي عربي مقابل 20 أسيراً صهيونياً فقط .. و دمر الصهاينة ما بين 70 إلى 80% من العتاد الحربي للدول الثلاث .. و خسرت ما بين 2 إلى 5% فقط من قدرتها الحربية ..
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع