Facebook Pixel
حصار المدينة المنورة
1512 مشاهدة
0
0
Whatsapp
Facebook Share

حصار المدينة المنورة واحداً من أطول الحصارات في التاريخ الإسلامي فقد استمر الحصار ما يقارب الثلاث سنوات وعرفت بسنوات الحرب والجوع والخوف

المدينة المنورة #تحت_الحصار

يعد حصار المدينة المنورة واحداً من أطول الحصارات في التاريخ الإسلامي فقد استمر الحصار ما يقارب الثلاث سنوات عرفت بسنوات الحرب والجوع والخوف وذلك من عام 1916 إلى عام 1919. كانت المدينة المنورة حينها تحت لواء الدولة العثمانية، وخلال الحرب العالمية الأولى، وقفت الدولة العثمانية مع دول المركز فنادى الشريف حسين بن علي شريف مكة بإستقلال العرب عن حكم الدولة العثمانية وثار ضدها فيما عرف ب"الثورة العربية الكبرى"، وتمكنت جيوشه بالتعاون مع القبائل المتحالفة معه وبمساعدات إنجليزية من ضم مكة وجميع قرى الشريط الساحلي الحجازي الشمالي حتى توقفت القوات لتعسكر في الفُريش إستعداداً لحصار المدينة.

وكان القائد المدافع عن المدينة هو العثماني فخرالدين باشا الذي أطلق عليه البريطانيون "نمر الصحراء" لاستبساله في الدفاع عن المدينة المنورة. وقد برز في تلك الفترة مصطلح «سفر برلك» وهو تعبير رمزي عن تهجير عشرات العائلات من المدينة المنورة عبر الخط الحديدي الحجازي المتجه نحو البلدان الآمنة في الشام واسطنبول، بعد أن جاعت المدينة وشحت المواد الغذائية وارتفعت الأسعار بشدة وتفشت الأمراض والأوبئة وتذكر بعض مذكرات من عاصروا هذه الفترة أن الجوع جعلهم يأكلون لحوم الخيل والبغال والحمير الهزيلة التي تنفق من الجوع.. بل ويأكلون لحوم القطط والكلاب حتى قيل أن بعض الجياع قد أكلوا لحوم الأموات والله أعلم.

وكان التهجير في البداية اختياريًا ثم أضحى إجباريًا وأضحت المدينة أشبه بثكنة عسكرية ، وتم أيضًا نقل الأمانات النبوية الشريفة إلى إسطنبول خوفا ً من تعرض المدينة المنورة لأعمال سلب ونهب من قبل الأعراب. ظل فخري باشا ومن تبقى من سكان المدينة يقاوم بجوارالحامية العسكرية الحصار، وبعد هزيمة الدولة العثمانية في الحرب العالمية وتوقيع هدنة موندروس في 30 أكتوبر 1918م توجب على فخر الدين باشا الاستسلام لكنه لم يفعل بل أبى إلا الصمود وجمع فخر الدين باشا ضباطه للاستشارة حول هذا الظرف العصيب حيث أدى الجميع صلاة الظهر في المسجد النبوي الشريف، ثم ارتقى فخر الدين باشا المنبر وهو ملتف بالعلم العثماني وخطب في الضباط خطبة كانت قطرات دموعه خلالها أكثر من عدد كلماته.. وبكى الضباط حتى علا نحيبهم، وقال: لن نستسلم أبدًا ولن نسلم مدينة الرسول لا للإنجليز ولا لحلفائهم!!

وكانت الحكومة العثمانية قد أرسلت - تحت ضغط الإنجليز- رسالة تحمل توقيع السلطان فيها أمر للمقاومين بالاستسلام فلم يذعن لهذا الأمر كذلك؛ و أبقى المقاومة قائمة بالرغم من مرض معظم الجنود و نفاد مخزون الذخيرة والأدوية والملابس الأمر الذي يفسره البعض بأنه مجرد عناد وكبرياء واعتزاز بالنفس، لكن في النهاية نزل " فخر الدين باشا" على إلحاح ضباطه وأعلن استسلامه في يناير 1919م. و هكذا طويت آخر صفحات الحكم العثماني للأراضي المقدسة بعد أن ختمت بنهاية حزينة !!

#فريق_بصمة
الدولة العثمانية
نشر في 01 كانون الثاني 2017
QR Code
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع
تابع
متابع